|
يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
وَاعْتَصِمُواْ
بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ
مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ
آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103
نداء موجه إلى
علماء الأمة وحكامها وشبابها المؤمن بالله، الواثق بدينه، الحريص على وحدة
أمته. نداء من القلب، موجه إلى قلوب أمة أراد الله أن تكون واحدة {إِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
}الأنبياء92 {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا
رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52
إن ما نراه ونسمعه
في هذه الأيام من تنازع وتقاطع واتهامات متبادلة بين دولتين أو أكثر من
مكونات أمة الإسلام لا يخدم هذه الأمة بحال، إنما يخدم أعدائها الذين
يتربصون بها والذين قال الله عنهم في إطار تحذير هذه الأمة من كيدهم، وعدم
الركون إليهم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً
مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ
بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118 ***
في الوقت الذي حذرنا الله من الاختلاف والتفرق في مواضع متعددة منها: قوله
تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن
بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
}آل عمران105 وقال سبحانه أيضاً وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ
تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ
مَعَ الصَّابِرِينَ{46} الأنفال ، وقال عز وجل أيضاً {شَرَعَ لَكُم مِّنَ
الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا
وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ
وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ
إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن
يُنِيبُ }الشورى13*** بل إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاتحاد مذكراً لنا
كيف كنا متفرقين حيث قال سبحانه {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً
وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم
مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
}آل عمران103 *** وحذرنا سبحانه من كيد أعدائنا مبيناً
لنا أنهم يتخذون كل الوسائل للصد عن سبيل الله بل وينفقون أموالهم، حيث قال
سبحانه إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ
عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ{36}
والآيات كثيرة في هذا الباب ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك،
ومنها قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “إنما مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر
والحمى” فما بالنا ينهش بعضنا جسد بعض، حتى أصبحنا وكأننا نخرب بيوتنا
بأيدينا
***
أيها العلماء
الأجلاء، وأيها الحكام الفضلاء، ويا أيتها الشعوب المسلمة الطاهرة عوداً إلى
قوتنا، ورجوعاً إلى وحدتنا، ونبذاً للفرقة والخصام، فليقم كل منا بواجبه،
وليبذل وسعه لرأب الصدع بين أعضاء جسد هذه الأمة ،
ولنتق الله في أنفسنا، فلا نكتب ما يشتم منه رائحة الاختلاف ولو من بعيد،
ولا نتكلم بما يفهم منه دعوة إلى التنابز والتفرق ولو بالتلميح، ولنجعل
وحدتنا هدف أسمى ففي ذلك رضى ربنا.
أول الطريق إلى الوحدة
الوحدة الإسلامية
هدف أسمى لا محيص عنه لهذه الأمة، بل إنه دين يجب عليها العمل على اتباعه،
فدين الله الإسلام قائم على أن أمة الإسلام واحدة، وأول الطريق إلى هذه
الوحدة الإخلاص لله. نعم الإخلاص أول خطوة إلى وحدة الأمة، ويقتضي ذلك
نبذ هوى النفس، والبعد عن المصلحة الشخصية أو الطائفية أو المذهبية مهما كان
نوعها، وعلى من يدعي أنه صاحب الحق والاستقامة وحده لا غيره أن ينتبه جيداً
أن من زكى نفسه أو مذهبه أو طائفته فهو في خطر عظيم ” ولا تزكوا أنفسكم
هو أعلم بمن اتقى”
لماذا الأمة
اليوم أحوج إلى ذلك
؟ننتظر الجواب لدىالمخلصين الغيورين من زوار هذا الموقع ؟
وكيف
ستعود الأمة ا لمتفرقة المشتتة أمة واحدة ؟ تابع ذلك هنــــــــــــــــا
|
